
اليوم تابعت عملية تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين التي جرت في إطار وقف إطلاق النار في غزة، وتأثرت بتلك الأم التي قتلت مع طفليها، ما تسمى بعائلة “بيباس”. حماس تنكر قتلهم وتتهم الحكومة الإسرائيلية بقصف مكانهم وأنها السبب في ذلك، واللوم يقع على الحكومة الإسرائيلية التي لم تتحرك لإعادة أسراها، بل واصلت القصف طيلة الحرب، غير آبهة بأوضاع أسراها. لكن حماس تنسى أنها المذنب الأول، فلماذا تختطف أماً وأطفالها أصلاً؟ وبأي حق تحتجزهم كل هذا الوقت؟ وما ذنب هذه الأم وأطفالها حتى يجدوا أنفسهم مجبرين على الذهاب إلى غزة تحت التهديد والترهيب؟ الحقيقة أن حماس أقذر مما فعلته إسرائيل، ولو أتيحت لها الفرصة لارتكاب المزيد من الجرائم والفظائع لفعلت ما هو أسوأ من هذا.
نحو 17 ألف طفل في غزة ماتوا نتيجة القصف والعمليات العسكرية، وهذا يدل على قذارة الدولة الإسرائيلية، التي هي أقذر من حماس، وكلاهما أقذر من الآخر.
حماس تحاول أن تقول إنها أرحم من دولة إسرائيل وأنها تمتلك ضميراً وأخلاقاً لا تمتلكها دولة إسرائيل المجرمة، ولكن حماس كانت لديها فرصة محدودة لإيذاء دولة إسرائيل وارتكبت فظائع كثيرة خلال أحداث 7 أكتوبر، ولو كانت لديها طائرات لفعلت ما هو أسوأ مما فعلته إسرائيل، ولو كانت لديها صواريخ شديدة التدمير والفتاكة لما فكرت في عدم إلقائها على الأراضي الإسرائيلية.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
سواء كانت إسرائيل أو حماس أو أي طرف يستخدم القوة العسكرية، فإنه يأتي في لحظة يفاجأ فيها ولا يرحم أحداً. لقد كانت إسرائيل تستمتع بقصف قطاع غزة طيلة هذا الوقت، والآن يُطلب منها أن تظهر بعض الرحمة وتتراجع عن أسلوبها المعتاد.
نطلب الرحمة والسلام لأرواح الأبرياء، ولماذا يرتكب هؤلاء الناس هذه الجرائم الشنيعة ضد الناس؟ لأنهم أرواح شريرة شنيعة، وعندما يشعرون أنهم يفقدون بعض قوتهم، يستمرون في القتل بلا رحمة، ويريدون الفوز بالحرب بأسرع ما يمكن وبأي ثمن.
من الصادم أن نجد هذا الرعب من الشر والجريمة بين بني البشر وما يفعلونه ببعضهم البعض، أرواح شريرة لا تشعر بالرحمة الإنسانية وليس لها ضمير ولا أخلاق في كثير من الأحيان.
لم يربح أحد هذه الحرب إلا من خلال انتصارات فارغة بلا قيمة، والخاسرون الذين قتلوا وعانوا هم مدنيون أبرياء، وعناصر الصراع في هذه الحرب أقذر من بعضهم البعض، ولا أحد يستحق الدعم منهم، فالكل مذنب ومخطئ فيما فعله.
أتساءل من سمح لعناصر الصراع بقتل المدنيين الأبرياء وزيادة معاناتهم إلى هذا الحد، وارتكاب جرائم شنيعة بحق هذه الفئات من الناس، دون الاكتراث بأرواح الناس سواء أطفال أو نساء أو مرضى أو مسنين أو أبرياء، فالجميع تعرض للجريمة النكراء.
يجب على الجميع مراجعة أنفسهم ومعاقبة كل المذنبين ووقف هذه الحرب بشكل نهائي وفوري. لا يجوز السماح باستمرار هذه الحرب البشعة الإجرامية القذرة من قبل كل هؤلاء القذرين الذين تسببوا فيها، سواء إسرائيل أو عناصر السلاح في غزة.