
لا يخفى على أحد أن الجميع قادر على التظاهر وإتقان فن التمثيل، ومحاولة حماس الظهور بالمظهر اللائق خلال مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين، وتوضيح أن فترة أسرهم كانت إنسانية وجيدة، لا تخفي حقيقة الوضع وما فعلته حماس يوم 7 أكتوبر من أساليب بشعة في التعامل مع الأسرى والمواطنين، وهذا العرض العسكري بالزي العسكري لا يخفي اختفاء حماس طيلة الحرب بالزي المدني بين المواطنين، وتسللهم بينهم، وعدم قدرة الجيش على التمييز بين المدني والمقاتل المسلح، مما عقد من صعوبة الحرب.
في الحقيقة، هؤلاء العناصر الحمساوية عديمو الأخلاق وذوو أخلاق سيئة، وأيديولوجيتهم قذرة، ولا يصلحون لإدارة دولة ولا قضية شعب يريد الحياة العادلة ونحو رياح التغيير إلى الأفضل، هؤلاء عقول منبعها فاسد، وغير صالح لنمو بحياة شعب يبحث عن الحياة والحقوق.
أنا لا أدافع عن دولة إسرائيل، فهذه ليست من أولوياتي، فهم أيضًا لديهم جانب قذر ومتطرف للغاية، والصدمة التي أحدثتها الهجمة والحرب التي شنتها حماس، جعلتهم يعاملون الأسرى الفلسطينيين أيضاً بطرق غير إنسانية، نتيجة كراهية عميقة تجاه ما حدث ويحدث، وجعلتهم يعلنون الحرب على كل شرائح الشعب الفلسطيني، حتى في بعض مناطق الضفة الغربية التي لا علاقة لها بما فعلته حماس أو الحرب الدائرة بينهم، وهي سياسة معاقبة الجميع.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
كأن إسرائيل أصيبت بالهلع والرعب وفقدان العقل بسبب هجوم حماس عليها! فهي لم تعد تفهم كيف تتعامل مع الظروف بالمنطق الحكيم، وما يوجهها هو الكراهية العمياء وهول الصدمة، ولا تفهم كيف تتعامل مع هذا الهجوم وكأنه أمر طبيعي تماما. إن هجوم حماس على دولة إسرائيل أمر طبيعي ومتوقع، فهم يطورون أنفسهم منذ سنوات طويلة للحصول على شرف معركة كهذه، وإسرائيل تدرك ذلك منذ زمن بعيد.
ونحن جميعاً نرى شدة التطرف والكراهية لدى بعض فئات الشعب اليهودي، وتصريحاتهم السيئة التي تدل على شدة التطرف لدى هذه الفئات، مما يجعلك تشعر بالتقيؤ من شدة قذارة هذه النفوس.
أولويتي الحالية هي قول الحقيقة وأريد نهاية حقيقية لهذه الحرب، أريد أن نتعامل مع الأمور من منظور منطقي وحكيم، ورفع الظلم عن الأبرياء الذين لا علاقة لهم بما يحدث، ورفع الظلم عن الذين يعانون، ولا يهمني أن إسرائيل تبدو وكأنها فشلت في حربها، فقد أخذت وقتاً كافياً دون أن تحقق شيئاً، هي ليست جديرة أن تحقق نتائج جيدة من هذه الحرب، لذلك فمن المنطقي أن تتوقف عن هذا المسار.
يجب على إسرائيل أن تسأل نفسها وتعيد النظر فيما تفعله بسبب هذا الهجوم وهذه الحرب، وهل كان ينبغي لها أن تفعل هذه الأمور بهذه الطريقة، ولماذا شعرنا بالذعر والرعب والصدمة، ونتوقع أن يحدث ما هو أسوأ من هذا.
لعل إسرائيل تحتاج إلى عناق طويل وتهدئة للمشاعر، على ما حدث لها، وليس الاستمرار في هذه الحرب بهذه الطريقة الخاطئة، إنها تبدو وكأنها جبانة خائفة ومرعوبة ومصدومة مما حدث لها، ولا تعرف ماذا تفعل أو تتصرف!