
281045150002902910100010.121.90005095000.52650.002.4050185801279
الشعب اليهودي مكروه منذ مئات السنين، لماذا؟ هل يعود ذلك إلى عوامل أخرى غير سوء الشعب اليهودي، هذا الشعب كان منبوذا طيلة مجد المسيحية، وكان منبوذا بشكل مؤذ في عهد النازية، وكان منبوذا في العالم العربي، في أوج الإسلام، همشهم النبي محمد ونبذهم في كثير من أحاديثه، مما ترك ثقافة العداء تجاه اليهودي.
اليهودي اليوم، بقيام دولته، يعتبر مكروهاً، محتلاً يضطهد شعباً ضعيفاً، مكروهاً في كل العالم العربي، ومنبوذاً في جميع أنحاء العالم. يستمتع اليهودي بهذا في هذه الأيام. كأن صورته الوضيعة في العالم، مبنية على أساس وهمي من الطبيعة البشرية، وليس لها أي علاقة بواقع الشعب اليهودي.
أما أنا، فقد اندمجت منذ طفولتي المبكرة مع الشعب اليهودي، ولم أكن أحمل تجاههم أي كراهية قط. فقد وجدتهم بشراً كغيرهم من البشر، لهم صورة طبيعية وروح إنسانية، ويتبادلون الحب والاحترام. ولقد أحببت الحياة في دولة إسرائيل وطريقة عيش هؤلاء اليهود.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
على الجانب الحقيقي فإن اليهود بشر مثلهم كمثل غيرهم من البشر وليسوا يحملون بصمة سيئة، إلا أن هناك سياسة مريضة في المجتمع الإسرائيلي تدفع هذا الشعب إلى ترسيخ سوئه وإثارة المشاعر السيئة تجاهه في العالم، وهؤلاء اليهود المتطرفون هم أبناء الصهيونية والتعاليم الدينية المحرفة التي تعمقت على يد قلة قليلة فقادتهم إلى حافة الهاوية.
أعتقد أن الشعب اليهودي يجب أن يأخذ في الاعتبار المبدأ الإنساني، وحقيقة أننا جميعا بشر، وليس هناك هوية أعمق من الهوية الإنسانية الموحدة، وليس هناك عرق يتميز عن عرق آخر سوى اللون واللغة، فنحن جميعا بشر مع ميل فكري لأفضل تقدم في هذا العالم.
لا شيء يدعونا إلى أن نكون أشراراً وسيئون، ولا شيء يدعونا إلى قتل الآخرين بحجة العداء والعنصرية والاختلاف، وبحجة الحق في الأرض. هناك دائماً طريق للحوار والتفاهم بين الشعوب. هناك دائماً حل لمشكلة هذا الشعب والعالم، دون إراقة الدماء.
لا يعقل أن تكون هناك بصمة وراثية في اليهودي تجعله شريراً وسيئاً بهذا الشكل، فاليهودي يعاني منذ زمن طويل في هذا العالم، دون أسباب واضحة تتعلق بالعرق اليهودي نفسه. يستطيع اليهودي أن يتصالح مع نفسه ومع هذا العالم، ويتوقف عن مفاهيم الشر والسوء، ويفكر بالعقل والمنطق، ويقتدي بالسلام والراحة والأمان والتصالح مع الذات. فقط من هو شيطاني أصيل تماماً يتلذذ بالشر، واليهودي ليس شيطانًا فهو بشر، وجميع البشر لا يخلون من السوء والجانب الشرير، فاليهودي لديه الطبيعة البشرية، والمشاكل التي يمر بها كل شعب بشري في هذا العالم.
أتمنى فعلا أن يتراجع اليهودي المتطرف الحقير الذي يجر شعبه إلى ظلمات العالم عن هذا الطريق، وألا يستمع إليه أحد، لأنه لا يوجد ممر لهذه القذارة الشريرة التي يمارسها اليهود المتطرفون في هذا العالم بشكل يلاقي رواقًا مع المشاعر الإنسانية. كأن فعل الشر والسوء جميل ويرضي بعض هؤلاء الناس القذرين.
إن الكراهية تجاه الشعب العربي في هذا الشرق بين اليهود قوية جداً، وقد يكون ذلك منطقياً لأن العرب يبادلونهم مشاعر أسوأ من هذا. ولذلك فإنني أتوجه بهذه الكلمات إلى هؤلاء العرب، بأن يقتدون بكلماتي إلى الشعب اليهودي ودولته، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يجعلوا الشعب اليهودي ينعم بالسلام في أرضه، حتى ولو لم تكن أرضهم. فلا حكمة في دائرة العداء. والحل الحكيم هو أن ننهي الدائرة، ونقبلها بما يتجه نحو السلام الإنساني للجميع، ولا أن نستمر في دائرة العداء والكراهية التي لا حل لها إلا التسبب في مزيد من المعاناة وسفك مزيد من الدماء. وعلينا أن ننسى الماضي ونجعله فتيلاً للأفضل وتصحيح الأخطاء، لمستقبل مشرق، فيه كل السلام، وبما يخدم مصالح الشعبين.