
في ظل دولة قوية، هل فكرت ولو للحظة أن أحداث السابع من أكتوبر هي مؤامرة مشتركة بين الدول وإسرائيل مع حماس، وأن الحرب برمتها الدائرة في غزة منذ قرابة عام ونصف ليست سوى مؤامرة أو مسرحية خادعة.
فحماس ليست قوية إلى الحد الذي يمكنها من هزيمة أحد أقوى الجيوش في المنطقة بدعم من القوى العظمى.
حماس خلية إرهابية، حماس ليست قوة معادلة للقوى التي تتصادم معها، حماس مجموعة إرهابية تريد الفوز بالجنة، حماس تفتقر إلى الإمكانيات ومحاصرة، تواجه جيشاً قوياً بكامل قدراته مدعوماً من قوى دولية كبرى.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
من عجيب المفارقات أن حماس تبدو منتصرة في ذروة الحرب، فهل تصدق أن خلية إرهابية فلسطينية ذات قدرات محدودة نجحت في مفاجأة دولة إسرائيل وغزو أراضيها بكل ما أوتيت من قوة؟ ونجحت طوال هذه المدة بالانتصار في الحرب؟
كلنا نتذكر حرب الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد وجيشه، لم تكن خلية إرهابية واحدة، بل ثورة إرهابية إسلامية من كل مكان، وتصدى لها الجيش السوري لسنوات طويلة، ألم تسأل من هم حماس في غزة؟ إنهم مجرد إرهابيين فلسطينيين محاصرين بالكامل، ويقال لك إن لديهم أنفاقاً من الجانب المصري تسببت في نجاح المشروع الإيراني الذي فشل في سوريا ولبنان.
لقد فشلت معهم الحدود المصرية والإسرائيلية، وهم محاصرون بالكامل، فهل من المعقول أن يكونوا بهذه القوة؟
يخطر على بالك سؤال: لماذا نحتاج إلى هذه الحرب وإظهار حماس وكأنها المنتصرة؟ إنها حرب المعادلة في المنطقة، هذه المؤامرة تهدف إلى خفض مستوى التوتر والاضطراب في المنطقة، الجميع يخبرك أنهم يخشون الحرب الإقليمية، وخاصة دولة إسرائيل، إن إيجاد شعب مقاوم وقوي ومنتصر في الأراضي الفلسطينية بحد ذاته كافٍ لخفض مستوى التوتر في المنطقة.
في النهاية، كان السابع من أكتوبر مؤامرة مشتركة، وكانت حرب غزة مشتركة بين جميع الأطراف، وحماس مجرد قوة مصطنعة، ونجاح هذه المؤامرة ونجاح الاختراق في السابع من أكتوبر كان بمساعدة الدولة الإسرائيلية وتخطيطها لإنجاح المؤامرة. ابحث عن تفسير أفضل من هذا إذا كنت تعتقد أن ما حدث ويحدث طوال هذه الحرب يرجع إلى أسباب أخرى وليس مؤامرة مشتركة. علاوة على ذلك، لو كانت الحرب مع حماس تستحق العناء حقًا، لدخلت القوى العظمى في معادلة الحرب، لكن كل ذلك وقع على إسرائيل وحدها. ناهيك أن الحرب أنتهت بسهولة مع انسحاب كامل.