
العرب ليسوا على وفاق وانسجام مع أنفسهم، ولا يستطيعون التوحد ضد إسرائيل، أو لا يريدون محاربة إسرائيل من أجل أهدافهم الخاصة، ولا توجد قيم حقيقية تربط العرب في القضية الفلسطينية، فالعرب يستطيعون أن يفعلوا الكثير، بل ويستطيعون أن يصفعوا إسرائيل في وجهها ويضربوها في مكانها حتى تصبح قطة مطيعة لا تستطيع أن تؤذي فلسطينياً واحداً، ولكن العرب يماطلون في التدخل بأدنى شكل يضر بالفلسطينيين والقضية الفلسطينية.
العرب أنفسهم لا قيمة لهم، فكيف سيكون لهم قيمة للقضية الفلسطينية؟ لا يستطيع المجتمع الدولي أن يحرك ساكناً من أجل دولة إسرائيل إذا جن جنون العرب واتفقوا ضدها، فلو كان حقًا عدو إسرائيل هو الوطن العربي، لما تجرأت إسرائيل على فعلتها في غزة ولا على تاريخ أفعالها تجاه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة.
العرب لا يهتمون حتى بلبنان وسوريا من أجل إسرائيل وتفاصيل الواقع الذي يحدث مع إسرائيل. إذن ما الذي يهتم به العرب؟ العرب يهتمون بالتأكيد بشيء لا علاقة له بإسرائيل وأفعالها أو بالقضية الفلسطينية ككل.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
بأي حق يطلب الفلسطيني الواهم المساعدة من العرب والعروبة؟ بأي حق يتدخل العرب في الشأن الفلسطيني؟ إن الأوهام حول القيم العربية والإسلامية والأمة الواحدة في هذا الوطن العربي القذر هي من نسج الخيال والأوهام وليست حقيقية أو لا صحة لها كما يبدو طوال قيامة دولة إسرائيل وإلى يومنا هذا.
ما الذي يفهمه العرب أو يؤمنون به أو يتقاسمونه حتى لا يحركوا ساكناً إزاء ما يحدث؟ يبدو أنهم لا يفهمون ما يحدث للشعب الفلسطيني والشعوب المجاورة ومدى إصرار إسرائيل على ما تفعله بهؤلاء العرب. ربما تخلوا سراً عن جذورهم العربية أو ما يسمى بالأمة العربية أو الهوية العربية المشتركة، في حين أنهم في الظاهر ما زالوا يتظاهرون بأن هذه المفاهيم حقيقية لمجرى الأمور. لو كان لهذه المفاهيم ولهؤلاء العرب أي قيمة لما قامت إسرائيل أصلاً في هذا الشرق العربي.
لا شك أن هناك مفاهيم وقضايا سرية لا نعرف عنها شيئاً، ولكن واقع ما يجري يدعونا إلى أن نسأل ما هي القصة، وما هي الحقيقة، وأين العرب، وماذا يقولون؟ من الواضح أن الحقيقة بعيدة تماماً عما يجري أمام أعيننا، وهناك أمور تجري في الخفاء جعلت كل شيء يسير بهذا الشكل، وليس هناك هوية عربية مشتركة أو أمة واحدة لها نفس القيم والثوابت والهوية، ولها هدف مشترك واحد، وليس للهوية العربية وتلك القيم والثوابت والهوية المشتركة أي قيمة أمام إسرائيل التي أرستها في هذا العالم، ومن المؤكد أن إسرائيل قامت بكل ثقة بناءً على كل هذا الذي يحدث أمامنا اليوم.