
أنا إنسان ملحد، لست يهودي ولست مسلم ولست مسيحي، وليس لدي جنسية إسرائيلية أيضا، لكنني ولدت لعائلة فلسطينية في جبال الخليل في الضفة الغربية، يقال أن هذه العائلة جذورها مسيحية، ولكنها الان مسلمة، لهذا منحت جنسية السلطة الفلسطينية فقط، ولكن أنا لا اؤمن أن الانتماء ينحصر فقط في مكان الولادة والعائلة، وأنا أتمتع في بلادي بصلاحيات لا تزيد عن صلاحيات أي مواطن فلسطيني أخر، ولكن أنا لا يروق لي الفلسطيني من كافة أطيافه المعتادة، وتوجهاته العربية والإسلامية، وطبيعة منظومتهم الفكرية، ومجتمعاتهم.
لدي واقع شعبين في بلادي، وحسب منظوري، أن الذي يستحق ملكية بلادي بين هذين الاثنين هي دولة إسرائيل، فأنا أرى أن الشعب اليهودي ومواطنين دولة إسرائيل، أكثر انفتاحا وحرية وأكثر ذكاء، وأكثر احتراما لحقوق الإنسان وحرية الاختلاف، لهذا أعتقد أن إسرائيل تستحق بلادي بجدارة، وبنية الشعب اليهودي متنوعة أتيه من جميع مجتمعات العالم، لهذا لديهم حس أعلى بالاختلاف والتنوع.
بالطبع لا أحد يتصور أن يحكمه ظلاميين أسلميين عرب، بطبيعة اختلافه، لهذا في معالجة القضية الواقعية هذه، بكل تأكيد لن أختار عربي فلسطيني مسلم، لحكم بلادي، سأختار الإسرائيلي، فهو أفضل، ولهذا أنا أدعم دولة إسرائيل، وليس لي انتماء ولا صلة عربية فلسطينية مسلمة سوى ببطاقة الولادة، وهذا لا يعني أن نتبع القطيع على هذا الأساس.
جميع جذورنا البشرية كانت وثنية وأصبحت مسيحية ومسلمة وهلم جرا، فلا أحد يرتكز حيث ما يتبع آباءهم، كما جاء في القرآن: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ” ﴿١٧٠ البقرة﴾، فنحن نلاحظ الجميع يتمسك حيث ما وجد عليه آبائه، حتى لو كانوا لا يعقلون وكانوا على خطأ.
أنا كإنسان ملحد لم أتبع ما كانوا عليه آبائي ورأيت حقائق وحقيقة الله ورأيت الكثير من الحقائق الأخرى، لهذا أنا لا أدعم عربي ومسلم وفلسطيني في بلادي، ولو كان هناك مستقبل جيد، ستكون بلادي شبه ملحدة!
المسلم العربي لا يحترم المختلفين ولا يحترم مجتمع متنوع، أنما يؤمن أن الحكم تحت راية الله ويضطهد وينبذ الآخرين المختلفين عنه ولا يحبذ ظهور صوتهم في موطنه، بقوة السيف وعصبية العقيدة المقدسة المطلقة يفرض طبيعة مجتمعه، أطلاقا لن أحترم عربي فلسطيني مسلم!
ولا أحد ينكر تخلف وتعصب العرب والفلسطينيين والمسلمين فهم وباء على المختلفين عنهم!! الغالبية الساحقة منهم غير قابلة للتأقلم مع التنوع والتغير والاختلاف، جميعهم ذوي نفوس وسخة شريرة ومتخلفة.