إذا تأملنا الله نفسه، نجد أننا لا نستطيع أن نعرف شيئاً أو ندرك شيئاً عن طبيعة هذا الإله، وكيف يكون ذلك ممكناً، وأن هذا الإله يفوق التصور والإدراك، ولا يتصور أن يهتم بشئون البشر بهذه الطريقة. فالأديان تصوره لنا كإنسان، أو رجل حكيم، أو ملك، أو رجل غاضب، يتمتع بصفات إنسانية كاملة، لا يعقل أن تكون هذه الصفات لهذا الإله. إذا واصلنا التأمل في هذا الإله، فقد نستنتج أنه غير موجود، أو أنه من غير الممكن أن يوجد، أو أنه لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان موجودًا أم لا، وأنه لا يوجد شيء يشير لوجوده، هناك أشياء موجودة، وجميع هذه الأشياء الموجودة ليس بالضرورة أن تشير لهذا الإله الذي لا نعرفه، وعرفنه بطرق غامضة ومعقدة مجهولة.