لم يترك السابع من أكتوبر مجالًا للفخر، بل خلّف آثارًا للعقلية الحمقاء التي تحكم غزة، وللشعب المتخلف الذي هلل فرحًا وتبريكًا لمثل هذا العمل. ولنا أن نقول إن إسرائيل تستفيد مما أقول، ولكن هل يتوجب على إسرائيل احترام المبادئ والأخلاق في كافة الظروف؟ هل هذا ما كان متوقعًا منهم؟ بالطبع لا. شنّت مجموعة من الإرهابيين هجومًا مباغتًا على إسرائيل، وكانت الخسائر التي تكبدوها مروعة، أثار هذا غضب إسرائيل، فقررت إعلان حرب بلا هوادة عليهم. الآن، بعد كل ما فعلته إسرائيل بغزة، لا يزال الإرهاب يرفض التراجع عن مبادئه بعناد، ولا يكترث بما حدث ويحدث في غزة، ولا بكل الأهوال التي حلت بهم، لكنهم يريدون الحفاظ على صورة الصمود، ولا يكترثون بما حدث ويحدث، فلماذا نتوقع من إسرائيل أن تهتم بما تفعله بهؤلاء الناس وقطاعهم؟ ممن نتوقع؟ لا أحد من الجانبين يستجيب للوضع في غزة، أول ما يهمنا الآن هم الإرهابيون الذين يسمون بحماس وأمثالهم، وهم غزيون، أن يأبهون بما جلبوه على شعبهم من ويلات، الأولى أن نحارب العنصر الأساس في زمام الأمور وهم حماس وأمثالهم، الذين يتحملون المسؤولية عن كل المعاناة التي تحملتها غزة. لقد شهدنا مؤخرا صوتا يخرج من غزة يندد بحكم حماس وأمثالها، ويدعوهم إلى التنحي ويطالب بإنهاء النزوح والتشرد وأنهاء هذه الحرب، ولكن بالنسبة لي أعتقد أن هذا الصوت لا يكفي، وأن شعب غزة ككل غير مناسب في تغيير الواقع بهذه الطريقة، أعتقد أن الحرب ستستمر لنحو لا علاقة لشعب غزة في تغيير الوقائع، وأن الإرهابيون الذين لديهم يحتاجون لقوة أكبر من شعب غزة نفسهم للتخلص منهم، وفي النهاية لن تترك إسرائيل غزة يومًا من الأيام ولن تعود غزة لعهدها السابق، وفي النهاية النصر سيكون حليف إسرائيل، والشعب الغزي هو الخاسر الأكبر في هذا الحرب.