السلطة الفلسطينية تعتبر عميلة للدولة الإسرائيلية، وكل منظومتها منسوجة من قبل قوى عالمية متفقة مع إسرائيل، فلماذا تعمل هذه السلطة باستمرار لصالح الدولة الإسرائيلية وتحترمها؟ هذا معروف في الرأي العام الفلسطيني، حتى الطفل الفلسطيني الصغير ينطق بعبارات عن تعاون السلطة مع إسرائيل. والمسألة لا تقتصر على وجوه قوة معارضة للسلطة تحاول ترسيخ سمعتها، فالأمر واضح جدا منذ سنوات طويلة، حتى على النقيض من توقيعها معاهدة السلام مع إسرائيل، كل شيء واضح في خيانتها. وفي ظل الوضع الحالي في البلاد، نتذكر جميعا الحملة التي شنتها السلطة قبل أشهر ضد الخارجين عن القانون الذين يقاومون إسرائيل في مخيم جنين والمخيمات الفلسطينية، وفشل السلطة في تغيير الوضع القائم، مما أعطى السلطة الأوامر بوقف العملية، ودخول قوات إسرائيلية لا تزال مستمرة في عملياتها في شمال الضفة الغربية حتى اليوم، وهو ما يحاكي ما حدث في غزة داخل تلك المخيمات، وتشريد الآلاف من الفلسطينيين. هل كانت السلطة تحاول احتواء الأمر بمبادرة منها لصالح الأخ الأكبر الإسرائيلي، وتجنب معاناة شعبها حتى لا ينتهي به الأمر إلى ما حدث في غزة؟ بمعنى آخر، هل تعتقد السلطة أنها بذلك تعمل من أجل شعبها؟ ولديها الحكمة في مصلحة شعبها. وكلنا نعلم أن السلطة معنية بحكم غزة إذا تم إسقاط حماس، وأنها منفتحة على التفاوض مع إسرائيل والمجتمع الدولي، مما يوضح أن السلطة دؤوبة ترسيخ العمالة مع الدولة الإسرائيلية ووضعها كخيار جيد دائمًا للدولة الإسرائيلية. عبودية السلطة الفلسطينية ورضى دولة إسرائيل عنها واضحة جداً من خلال ولاء السلطة وانخراطها التاريخي في القضية الفلسطينية مع دولة إسرائيل، وكل الأحداث التي ذكرتها وغيرها الكثير توضح ذلك.