
نسبة كبيرة من أهل هذا البلاد لا دين لهم ولا عقيدة في قلوبهم، لا يفقهون شيئًا عن الدين، وليس لديهم ضمير، يقودهم ضميرهم إلى النفاق والتظاهر، يتظاهرون بالتدين ويصلون في المساجد لإرضاء الآخرين وكسب سمعة طيبة كرجال ذوي دين وأخلاق وضمير. في الحقيقة، هم لا يفهمون الدين، وإيمانهم وتدينهم ضعيفان، ويتظاهرون بأشياء أخرى كثيرة ولا ينسجمون مع أنفسهم ونواياهم لإرضاء المجتمع الذي يعيشون فيه. من أفظع الأمور ألا يفهم الإنسان نفسه ويقيد حريته، ولا يتصرف وفقًا لطبيعته، وتكون نفسه مقيدة في أرضاء الأخرين. لقد نشأت على معرفة هؤلاء الناس منذ صغري. كلما ارتكبوا شيئًا يتعارض مع هذا النهج الذي يسلكونه، ارتكبوه سرًا في سرية تامة. الإنسان الحقيقي هو من ينسجم مع ذاته وحريته، ويُطلق العنان لحقيقته، ويُمارس حريته، ويمتلك ضميرًا وشجاعةً للمقاومة وإظهار ذاته للجميع، لا للتظاهر والنفاق. لماذا نُرضي الناس، والناس على خطأ، لماذا نتبع ونلتزم بتوجهات القطيع؟ لنُحرر أنفسنا ونُظهر أنفسنا للعلن، لقد عرفتُ الكثير من هؤلاء الحثالة في حياتي. حتى في القرية الملعونة التي نشأتُ فيها، توجد نسبة كبيرة منهم، وفي معظم المجتمعات الفلسطينية الأخرى أيضًا، وحتى في معظم المجتمعات العربية والإسلامية أيضًا. لنكن على سجيتنا، ونتبع الحق والصواب، ونُحرر أنفسنا من قيود مجتمع مريض.