رغم اختلاف اللغات واللهجات ومع التنوع البشري إلا أن الأصدقاء الروحيين هم من هذه الأرض، يتحدثون نفس لغة ولهجة سكان هذه البلاد، لكن روحهم لها أبعاد أعمق من طبيعة سكان هذه البلاد، لكنهم يتمتعون بشخصية إنسانية تشبه هذه البلاد، لم تأتيني روح من بلد آخر، ولم تأتيني روح بلغة وطبيعة غير هذه البلاد. هذه الأرواح هنا من الوطن، وهي ليست أرواحاً غريبة، بل لها طبيعة فكرية، متميزة عن التوجه الفكري الشائع لمواطني هذه البلاد، ومن المدهش ألا يكون بين تلك الأرواح يهودي! حقاً إن اليهود في كل مكان في هذه البلاد، لكنني لم أقابل روحاً يهودية قط، كما هي حال كل الأرواح على كوكب الأرض، لا أقابل روحاً تبدو لي غريبة وغير مألوفة أو ليست بعيدة الصلة بكياني في هذه الأرض. لماذا تتحدث تلك الأرواح اللغة العربية واللهجة العامية على وجه الخصوص؟ وهي لغتي وهي قريبة من اللهجة التي أعرفها ولهجة هذا البلد.