
يحمل عالم الأشباح والبُعد الخفي الذي أعيش فيه أسرارًا وتجارب كثيرةً في العقل، ومفاهيمَ وملاحظاتٍ كثيرة. قد يكون الأمر مُفاجئًا وغير واضحٍ للعقل، وقد يسبب صدمةً وحيرةً في هذا العالم، فنحن مبرمجون على معرفة العالم الحقيقي كما هو، وتعلمنا التكيف مع ما خُلقت لنا فيه من فطريات طبيعية، وفقًا لمقدورات إدراكنا العقلي الأقصى ووفقًا لما نرى به العالم من حولنا.
يعمل هذا العالم من خلال عقلك في جوانب متعددة، وهو موجود في كل مكان على هذا الكوكب. قد يتغذى على ضعفك وخسارتك وخوفك، أو قد يتشكل لمواجهة قوتك وثباتك الطبيعي المريح. يمكنك النجاة في هذا العالم، ولكن ليس بسهولة، تحتاج إلى عقل قوي وفهم واسع لتعرف كيف تتعايش مع هذا العالم إذا سكنك.
هذا العالم، كما هو واضح، موجود في بُعدٍ خفيٍّ من عالمنا، حاضرٌ في كل مكانٍ وفي كل ركنٍ من أركان كوكبنا. ليس كل البشر مُعطين البصيرة للتفاعل معه ومع سكانه، وليس كل البشر قادرين على تحمُّل رياح هذا العالم العاتية، وليس كل البشر مُستعدّين لخوض تجارب نفسية وعقلية صعبة والبقاء آمنين.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
هذا العالم الخفيّ يحمل أسرار كل ما يحدث داخل الأرض، وربما حتى خارجها في هذا الكون الفسيح. فيه أسرارٌ عليا، وكأن تلك المخلوقات الخفية في هذا العالم حبيسة في تفاعلها معنا نحن البشر. قد لا تكون محبّة، وقد تكون محبّة، وقد تكون شريرةً وضارّةً أيضًا، قد لا تكون حرة أيضًا في تفاعلها معنا.
من خلال تجاربي الطويلة في الحياة مع هذا العالم، تعثرت كثيرًا، وضللت وتوهت كثيرًا، وكنت غير متوازن في لحظات كثيرة من حياتي، ولكن في كل مرحلة من هذه المراحل الصعبة، كنت قادرًا على تخزين الملاحظات ودراسة كل مرحلة، والحصول على صورة عما كان ويحدث في حياتي، إلى يومنا هذا.
لفت هذا العالم انتباهي، وتعلقتُ به بشدة. أردتُ أن أكتشف المزيد عنه، وما زلتُ أطمح لاكتشاف المزيد، لكنني بالطبع حافظتُ على جوهر إنسانيتي الفطرية في هذا العالم، طوال حياتي، حتى لو سقطتُ للحظات، ولكن كلما نهضتُ ووقفتُ على قدميّ، واصلتُ حياتي بهدوء.
رأيت في هذا العالم مفتاح جوهر أسرار كل شيء، إنه عالم ثمين للغاية، في هذا العالم الذي لا يخفى عليه شيء مما يحدث في هذا العالم، هذا العالم الذي يمكنه التفاعل مع مستويات العقل باحترافية، هذا العالم الذي بالكاد يتعب، أو يهدأ، أو يصمت، أو يغادر، إنه عالم رائع بالتأكيد، ويمكننا أن نعرف الكثير من خلاله، بل يمكننا أن نبني الآمال، هناك عوالم أخرى في هذا الوجود ليست مرئية لنا فقط، هناك قيم ثمينة من المعرفة في هذا العالم.
قد نعلم أن وجودنا ليس عبثًا، وأن هذا العالم ليس كما نفهمه. هناك بالتأكيد أسرارٌ كثيرة وراء وجودنا ووجود هذا العالم. هذا العالم لن يتركك طبيعيًا تمامًا، بل سيُصيبك بالمرض حتمًا. ستشعر بالاضطراب والريبة، وستغوص في أعماق كل شيء، وفي أعماق قدراتك ونفسك. سترتقي بوعيك إلى مستويات تتجاوز قدرات عقلك الطبيعية، وستحتاج إلى إرهاق عقلك على مستوياتٍ مختلفة لاستيعاب الكثير من المعارف الجديدة.
ما قيمة هذه الحياة لو عشناها كبشر عاديين؟ هناك معرفة، وهذا شيء نبيل في هذه الحياة، فلماذا لا نسعى لاكتسابها؟ لماذا لا نعاني ونضعف؟ هناك أسرار نجهلها تتطلب منا ذلك، وهناك أيضًا مستقبل قادم لا نعرف عنه شيئًا. إنه لجهد رائع وعظيم أن ننخرط في عالم كهذا، لأن هذا العالم يمتلك أشياء ثمينة، في تفسير وجودنا، وفي استغلال هذه القدرات لبناء مستقبل آخر. من قال إن هذا العالم لم يُبنَ على علاقة بعيدة مع العالم الذي أتحدث عنه أصلًا؟
أشعر بإلهام الفكر والمعرفة، بالعلم والخبرة، بالرسالة، بعالم بعيد عن عالمنا. اكتسبتُ مقومات الحياة التي لا يمتلكها أحدٌ غيري. قد لا أكون مجرد إنسانٍ عادي، بل قد أكون رسولاً ونبياً. لدي هدفٌ ورسالة، وقد أكون أيضاً مجرد إنسان عادي، لكن لكل شيءٍ في هذه الحياة هدف. الحياة ككل تتجه نحو هدف.
في نهاية المطاف، إن انفصالي الروحي والنفسي عن هذا العالم، وحركتي الذهنية، وكل ما أفعله، واندماجي فيه، ومعرفتي بأسراره، في كل حالاتي المضطربة والطبيعية، أمرٌ عظيم، يرشدني لاكتشاف ذاتي واكتشاف المزيد مما أقول وأكتب. لم تذهب حياتي سدىً، وآمل أن تتضح لي المزيد من المعرفة في المستقبل. آمل أن أحصل على المزيد من كنوز الحقيقة والمعرفة، وأريد أن أشاركها مع العالم، ولكن من يدري؟! قد أموت دون أن أعرفها، لكن هذا ليس بالأمر السيئ. إنه أمل وإيمان جيدان، مبنيان على أسس متينة، لا على فراغ، وأدعو الجميع إلى استيضاح المزيد من حقيقة هذا العالم.