×

العرب ليسوا أمة واحدة: الهوية، القضية الفلسطينية، ودولة إسرائيل

العرب ليسوا أمة واحدة: الهوية، القضية الفلسطينية، ودولة إسرائيل

العرب ليسوا أمة واحدة، ولم يكونوا كذلك قط. إنهم زمرة خائنة لا تفهم القيم والمبادئ والوحدة بما يخدم أمة عربية واحدة. لا رابط واضح بينهم سوى اللغة والدين، ولذلك نجد خيانتهم جلية، لا يتحدون ضد إسرائيل كما يتحدون ضد أنفسهم. إسرائيل تعلن حربها الشعواء على غزة وتحتفل بها، ولا أحد منهم يحرك ساكنًا. بل تظهر بين الحين والآخر جماعات تتنصل من مسؤوليتها الكاملة عن هذه الهوية العربية المشتركة، بعضها يدعو إلى الانفصال واستعادة الهوية القديمة للشعب الذي ينتمي إليه.

إن زمرة الخونة منتشرة وواضحة بين هؤلاء العرب، فما السبب الذي يجعلهم خونة ومجردين من عروبتهم وقوميتهم بهذه الطريقة؟ ولماذا رسخت في نفوسهم وعقولهم مبدأ الخيانة؟! أنا أيضًا لا أدافع عن الهوية العربية، ولا أهتم بتلك القومية والهوية، لا أملك النفس والروح للانتماء إليها، ولا حتى الفكر المناسب لذلك، كأنها هوية ملعونة ومدانة، تصيب كل من يسأل عنها أو يعزز تماسكها وجذورها، كأن لا أحد يريدها أو يفتخر بها إلا هؤلاء الظلامين. كأنها تسبب العار للفكر الحر الجديد بالانتماء إليها، وكأن كل الاتجاهات تنحرف عن مسارها وأسلوبها، والعالم العربي نفسه يتجه نحو التنكر من هذه الهوية والقومية والانتماء. إنها حقاً هويةٌ جلبت العار على مر العصور، وعارها الأكبر في هذا العصر هو إسرائيل، إنها خائنةٌ ومتعاطفةٌ وخاضعةٌ لدولة إسرائيل، إنها تسمح لإسرائيل بقتل الأبرياء وإيقاع أبشع أنواع الظلم بهم، دون أن تحرك ساكناً.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا

لماذا لا يقف هؤلاء العرب الخونة ضد هذا الظلم الواقع على الأراضي الفلسطينية، ولماذا تُفرض عليهم سلطة شعبٍ ودولةٍ يهودية، كنقطةٍ في الفضاء، مُسببةً كل هذا؟ دون أن يحركوا ساكناً، دون أن يرفعوا هذا الظلم عن إخوانهم العرب والمسلمين في الأراضي الفلسطينية.

لا يكترثون لمصداقية هذه الهوية إطلاقًا، بل يهتمون بالخداع والمكر لا أكثر، ليس لديهم انتماء حقيقي في جذوره، ولا مشاعر تجاه الهوية والقومية والانتماء، ولذلك يُعلنون عجزهم التام عن إنهاء كل هذا الصراع والظلم المستمر ضد إخوتهم في الهوية والانتماء والدين أمام الإنسانية، كما أنهم لا يكترثون بالإنسانية. إنهم عاجزون تمامًا، ومن المعيب أن تشعر أن هؤلاء هم هويتك وقوميتك وانتمائك، وأنهم جزء لا يتجزأ منها.

من الأفضل لي ولكم أن نتخلى عن هذه الهوية ونمضي نحو طريق أفضل من هذا المستنقع القذر. هؤلاء العرب محتلون لأرضنا وهويتنا وجنسيتنا وانتمائنا، هم من سرقوها منا، لتفرح إسرائيل بهذا! الفرحة تكمن في تقسيم وتشتيت هذه الأمة، وكأنها مؤامرة!

أما أنا، فأوافق على قيام دولة إسرائيل في كل أنحاء بلدي، وأن نكون جزءًا منها، لا أريد إرهابيين عربًا ومسلمين، ولا أريد من يتنكرون على شاكلتهم، كالسلطة الفلسطينية. أريد دولة إسرائيل واحدة، تحكم الجميع من مختلف مناحي الحياة. يجب أن نؤمن بأن خلاصنا يكمن في قيام هذه الدولة واستقرارها، وهذا ما أؤمن به.

في قوانيني ومبادئي، يُمكننا أن نكون حكماء في إنهاء دوامة الصراع العقيم، الذي لا يؤدي إلا إلى مزيد من المآسي، يُمكننا التصالح مع ظروف الحاضر، و يُمكننا قبول الآخرين، والاتفاق معهم، والتصالح معهم، فلنطوي صفحة جديدة على مأساة الماضي، ونمضي قدمًا نحو مستقبل مشرق، نضع المأساة خلفنا ونمنع تكرارها. لا أريد، ولا أؤمن، بصراع مع دولة إسرائيل في وطني، ولا أجد من هو أصلح له منهم، أتعاطف معهم وأتفق معهم على بداية جديدة، رغم كل ما حدث ويحدث من أذى ومآسي، يجب تجاوزها من أجل الأجيال القادمة ومستقبل وطننا.

فلنتصالح ونضع حدًا لدوامة الصراع والمآسي، ولنتعاطف مع حق الشعب اليهودي في وطن، ونرضى بهم، فلا خيار أفضل منهم، جميع الخيارات في الوطن سيئة، فلنؤمن بهذا ونراجع الواقع لنرى المستقبل.

هذا هو طريق الخلاص، فلنؤمن به ونأخذ كل الاعتبارات اللازمة له، لا نريد القضاء على الدولة اليهودية من أجل دولة عربية إسلامية جديدة، فهم لا يستحقونها، والشعب اليهودي لا يستحق هذا. لذلك، فلتقم دولة إسرائيل على جميع الأراضي، ولا تكون هناك حكومة أو سلطة أخرى غيرها.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، فيمكنك المساهمة من خلال النقر هنا

إرسال التعليق