طبيبتي النفسية الجميلة وعندما يكبر المرض معي: رحلة صراع لم تنتهِ
أخبرتني ذات مرة طبيبة نفسية جميلة، طبيبتي الشخصية في سنوات مراهقتي، ذات مرة أنه بمجرد أن أتجاوز هذه المرحلة، وسن المراهقة، سيزول المرض عن كاهلي وسأكون في حالة أفضل. أخضعتني تلك الطبيبة لجلسات علاج سلوكي معرفي، ورتبت لي أدويتي، وكنت أذهب إليها أسبوعيًا، كان ما يخطر ببالي كلما التقيتها هو إمكانية معاشرتها، كنت مراهقًا جذابًا وساخنًا، أبحث عن فرص للقاء الفتيات وممارسة الجنس معهن، وكنت محرومًا مكبوتًا في هذا المجتمع المتخلف.
الأمر السيئ هو أنني لم أتحسّن طوال حياتي، ومع تجاوزي مرحلة المراهقة، ازدادت حالتي سوءًا، وكلما تقدمت في العمر، ازداد مرضي معي، كان المرض أشدّ وطأةً من ذي قبل، فتغلغل في كياني وأصبح قاسيًا عليّ جدًا. أنا الآن في الثلاثينيات من عمري، وقد مررتُ بتجارب قاسية كثيرة، وأصبحت الحياة أقسى عليّ من ذي قبل. رغم كل هذا، كنت أستطيع أن أحظى ببعض الحياة، لحظاتي الخاصة، أحببت وأحببت، ولدي الكثير من الذكريات التي أضافت روعتها رغم كل شيء سيء، ومنذ سنوات مراهقتي لم أعد أستطيع العيش بدون أدوية، حاولت مرات عديدة أن أتخلى عن الدواء، لكن دون جدوى، لم أستطع فعل ذلك، كنت أعود إليه مرة أخرى.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
في هذه الأيام، أنا أسير المرض، وأرتب حياتي بأكملها توافقًا مع المرض، وأحاول المقاومة والتجاهل، وليس هناك علاج، والأدوية النفسية التي أتناولها بالكاد تساعد، وقد سئمت من العلاج والمحاولة، فأنا مستريح على هذا النحو، ولا أريد فعل شيء أخر، كل أسبوع أشرب الخمر لعدة من الأيام، وأستمتع في وقتي، أعمل من خلال كمبيوتري والإنترنت، وأمارس هوايتي أنطلاقًا من هذا العالم، ولا يمكنني العمل في العالم الواقعي، فأنا عاجز عن ذلك، فقد حاولات كثيرًا فعل ذلك، لكن دون جدوى، وأنا جيد هكذا، ولا أريد المزيد من هذه الحياة، سوى أن تتركني وشأني، وأن اكون بسلام أنا وعائلتي.
تلك الطبيبة النفسية الجميلة في مراهقتي، أصبحت عجوزًا الآن، وربما ميتة، لم أقابلها منذ مراهقتي، أتذكر اسمها الأول فقط، ولم أقابلها أبدًا.
أحد أسوأ الأشياء التي حدثت لي في مراهقتي أثناء علاجي، هو أنني عولجت مرة واحدة بالصدمات الكهربائية، جعلتني غبيًا جدًا وغير منتبه، اقترحت ذلك على طبيبتي، ولم أفعل ذلك مرة أخرى في حياتي، وتلك الحقنة الشهرية للفصام، كانت جيدة، عولجت بها لمدة عامين، وقد عشت الكثير من الحياة من خلالها، لكنني تخليت عنها أيضًا، والأن أنا ألتزم بالأدوية النفسية فقط، كما قلت لقد سئمت من المحاولة والعلاج، ولم أعد أرغب في ذلك. قد يكون صراع محاولة الشفاء من مرضٍ أصعب من المرض نفسه، تُعاني على أمل الشفاء، لكنك لا ترى أي تغيير أو تتلقى علاجًا، لذلك، من السيئ قضاء الكثير من الوقت في ذلك، دع الحياة كما هي، عش كما أنت، حاول أن تكون طبيعيًا، متكيفًا، وصبورًا. حاول أن تختبر جوانب الحياة الجميلة، تقبّل مصيرك في هذه الحياة، دع الأمور تسير كما هي، حاول أن تكون سعيدًا، ابحث عن ما تحب، واستمتع بوقتك.
![]()



إرسال التعليق