
في هذه الحياة التي وُضعت فيها في حالة شبه سيئة، ورغم أن لدي رغبة جامحة في الحياة وحياة جميلة، إلا أنني لا أنسى كم الصعوبات التي أمر بها في هذه الحياة، وبينما أحاول ألا أفكر في الجانب السيئ من حياتي، أستمر في التفكير في الجانب الإيجابي، وأستمتع بوقتي في هذه الحياة رغم أنني أواجه الكثير من الصعوبات والألم والخسارة والأفكار السيئة، إلا أنني أظل متمسكًا بأمل العيش في سلام، وأستمر في جذب الجوانب الإيجابية، وأضع عامل عدم الاهتمام حقًا بكل شيء سيء يحدث في حياتي.
الموضوع أصعب وأكثر تطرفًا مما أعيشه الآن. أنا مُخدر، مُبرمج، ومُنظم، أتناول أدوية طبية وأشرب الكحول بانتظام. لولاها، لكان الوضع أصعب مما يبدو عليه الآن، أعرف كيف كانت ستكون حياتي هناك، فقد خضعت لتجارب عديدة. وكم كانت سيئة تلك التجارب، وكم أظهرت مدى معاناتي وضياعي التام في هذه الحياة. لكن في كلتا الحالتين، لا تزال حياتي صعبة وسيئة من كلا الجانبين، مع ذلك، أؤكد أنني لا أهتم بالجانب السيئ في الوقت الحالي.
لعل ما يجعل كل شيء متينًا ومستقرًا هو رغبتي الملحة في البقاء. هناك روحٌ صامدةٌ تريد العيش والبقاء. لديها أهدافٌ وآمالٌ، ورغباتٌ مستقبلية، وتقتات على ذلك لتبقى متوازنة.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
معاناتي في هذه الحياة ليست واضحةً ومفهومةً لأحدٍ تمامًا، قد يُفهم بعض الأمور، وقد لا يُفهم بعضها الآخر. في هذه الدنيا، أشعر غالبًا أنني وحدي في معاناتي، فلا أجد من يُشبهني! أجد أنواعًا كثيرةً من المعاناة، لكن يصعب علي أن أجد معاناةً تُشبه معاناتي في كل رؤايَ من خلال تجاربي الطويلة في هذه الحياة. حتى أنني لم أنجح في إيجاد من يشبهني في أضيق بقاع المعاناة في هذه الحياة.
أعيش في عوالم مختلفة في معاناة حياتي الظاهرة. أنا هنا وهناك، أنا بعيدٌ جدًا وقريبٌ جدًا، أنا هناك ولست هنا، أنا هنا ولست هناك. أحمل في حياتي وعيًا كبيرًا، أُدرك ما لا يُدرك بالظاهر، وأُدرك معظم الظاهر، أعيش في عوالم، ظاهرة وأخرى خفية، لديّ نفاذٌ كبيرٌ إلى حدود الوعي لدرجة أن الناس لا يفهمونها، يُظهر هؤلاء الناس فهمًا بعيدًا كل البعد عن فهمي.
أشعر بالألم من خلال كل ما أعيشه، أنا مدرك لكل ألم في تشابك الظاهر والباطن، أشعر أنني إنسان كامل، وأشعر أنني فوق كل إنسان، ولكنني مدرك لكل ألم ومعاناة في هذه الحياة، في كلا الجانبين، سواء كنت مجرد إنسان كإنسان ظاهر أو كما أنا.
مع هذا الألم والمعاناة، وهذا القدر الذي وُضع في حياتي كإنسان، انهرتُ كثيرًا، وعانيتُ كثيرًا، ولم أفهم طبيعة هذا الألم والمعاناة الذي أعيشه، وغرقتُ كثيرًا وزادت طبيعة هذا الألم والمعاناة. كلما انهرت وفقدت السيطرة، لم أكن أُنقذ نفسي، بل كنت أُزيد من الألم والمعاناة التي أعيشها، وأصبحتُ ملما جدا بجوانب مختلفة من طبيعة وجودي في هذه الحياة.
كل شيء في وجودي يسرقني، لأنني لم أكن مجرد إنسان عادي، لأنني بالتأكيد لست مجرد إنسان عادي، لأنه في هذيان غرقي في القاع، يكشف العقل الباطن عن حقيقة وجودي في هذا العالم، عقلي الباطن، الذي لا أملكه وحدي، يكشف العديد من جوانب حقيقة وجودي في هذا العالم، لأنني، كما يتضح بدرجة الوعي التي لدي، لست مجرد إنسان عادي مثل أي إنسان آخر متوقع ومطلوب.
مع ذلك، فأنا أمتلك كل ما يمتلكه أي إنسان، وكما ذكرتُ، أمتلك جوانب عديدة من هذا الإنسان، أنا إنسان عادي كأي إنسان آخر، بغض النظر عن طبيعة إنسانيتي الكونية في هذا العالم، هناك ما يربطني، يأسرني، ويضبط مساري دائمًا، لأكون على هيئة هذا الإنسان الذي أنا عليه.
في النهاية، يُقال إنني سأموت يومًا ما في هذه الحياة التي أعيشها الآن، ولكن هناك بالتأكيد صفاءٌ مستقبليٌّ للإنسان الذي أنا عليه، وهناك صفاءٌ فريدٌ ومقدسٌ أساسيٌّ لحقيقة وجودي بعد وفاتي. لا أعتقد أن كل شيء ينتهي بعد وفاتي، ولا أعتقد أن بدايتي في هذه الحياة الحاضرة هي البداية الوحيدة. أؤمن أنني لستُ هذا الإنسان الفرد في هذه الحياة الحاضرة، أؤمن، وأشعر في قلبي، أنني روحٌ ذات أجساد متعددة على مدى حيواتٍ ماضية قديمة.