
في بداية دخولي إلى تجربة العالم الروحي، وعندما بدأت أسمع أصواتًا غريبة داخل عقلي، شعرتُ بالريبة والحيرة حيال ما يحدث، ومصدر هذه الأصوات التي تتحدث في ذهني. ظننتُ أنني أعاني من مرض عقلي، وهو الفصام، الذي يخلق لي أصواتًا وهمية، جربتُ العديد من الأدوية والعلاجات طوال حياتي، دون جدوى، وذلك لم يُوقف الأصوات وتواصل العالم الروحي بداخلي، بعد مرور الوقت والسنين، واستمرار هذه الأصوات بمصاحبتي، بدأتُ أُدرك أن المشكلة ليست في اضطراب في كيمياء العقل، بل هي أصوات حقيقية، قادمة من عالم آخر، وأن من يتحدثون معي هم أرواح حقيقية في أبعاد خفية، تدخل عقلي من منافذ خفية وسرية، أي أنهم أشبه بالأشباح والجن والشياطين والملائكة والآلهة، وهذا هو حقيقتهم، وأصوات الفصام تختلف في طبيعتها عن أصواتهم، قد يعالجك دواء نفسي حتى لا تتخيل وتتوهم الأصوات، والتي هي بسبب خلل في كيمياء العقل، تلك الأصوات واستقبال الضوضاء، تلك الأصوات المشوشة، تلك الأصوات التي يتضح أنها نتيجة خلل والتباس في الواقع، وليست الأصوات المنظمة المنفردة بكيانها المفكرة.
لا يوجد دواء سيمنع الأرواح من المجيء إليك، وأن توافدهم إليك لم يأت من فراغ، لديهم هدف معك، ولن يتركوك بسهولة، وقد لا يتركونك في حياتك أبدًا حتى آخر نفس. يجب أن تعلم أن ليس كل ما يحدث في هذا العالم مرضًا يُلمس ويُعرف ويُعالج، وليس كل شيء يُصنف ضمن الأمراض النفسية والعقلية. عليك أن تكون ذكيًا، لا تخف ولا ترهب، كن على سجيتك وتعامل مع الأمر ببساطة وراحة، لا تنصدم ولا تُضخم الأمر، حاول أن تفهم طبيعة هذه الأصوات وماذا تريد منك. هل يريدون إيذاءك فقط؟! هل يشتمونك؟! هل هم خبثاء وأشرار؟! أليسوا أرواحًا طيبة؟! لا شيء من هذا مهم، قد يُقرر مصيرك بحضورهم، قد يكونون أقرب إليك مما تظن، وقد يكون لهذه الأرواح قواعد تحكم تواصلهم معك. اصنع عالمك منهم، اصنع منهم شيئًا مفيدًا. لا تنزعج، دعهم يُطلقون العنان لثرثرتهم واستمر في حياتك بشكل طبيعي. كن أقوى منهم، وحاول أن تصنع شيئًا جيدًا وطيبًا من خلال تجربتك معهم. اعلم أن العالم ووجودنا مليء بالأسرار التي لا يعرفها أحد بعد. لا تحاول طلب المساعدة من أي شخص بشأنهم، ساعد نفسك من نفسك، من تطلب المساعدة منه قد يؤذيك ويزيد من معاناتك.
هذا العالم ظلام ونور، شر وخير، هناك أبعاد وعوالم خفية، وأرواح عائمة، ليس كل ما ندركه في وجودنا هو الحقيقة، قد تكون الحقيقة بعيدة عنا، ليس كل من يخبرك أنك مجرد مريض في تشخيصه صحيحًا وصادقًا، هؤلاء الأطباء النفسيون أغبياء، وكثير منهم سيئون، قد لا يساعدونك كما ينبغي.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
لا ضرر في تناول دواء جيد ومناسب، قد يساعدك قليلاً، ربما يهدئك ويساعدك على النوم، ويقلل من ردود أفعالك العصبية، وينظم قدراتك الإدراكية وتركيزك، هناك العديد من الأدوية المفيدة، ولكن لا تظن أنها الحل السحري لمحنتك، إنها تساعدك فقط، وتساعدك على التعامل مع واقعك بطريقة أكثر أمانًا وراحة.
في النهاية، كن قويًا وشجاعًا، لا تخف، لا ترهب، لا تضعف، وسيكون كل شيء على ما يرام. لا تندهش مما أنت فيه، فليذهب العالم كله إلى الجحيم، المهم أن أنقذ نفسي، لا شيء يهم، المهم أن أبقى هادئًا، وألا تسوء حالتي، تعامل مع الأمر كما لو كان أمرًا طبيعيًا وعاديًا.