
هناك روح شريرة قهرية تسكن عقلي وجسدي، تجعلني أشعر بالسوء، وتعذبني، وترسل لي صورًا قبيحة وشريرة داخل عقلي، أشعر برغبة في ضرب تلك الروح الشريرة، وتسبب لي عذابًا نفسيًا، وتجعلني أشعر بالقلق وتوجهني للقيام بأفعال قهرية بناءً على اضطراب الوسواس القهري، أشعر برغبة في إيذاء الآخرين بطريقة سيئة وعنيفة، أو أشعر برغبة في إيذاء نفسي، واضطراب الوسواس القهري لدي يعتمد على دوافع أمنية فقط، فأنا أؤمن المنزل قهريًا قبل النوم، وأريد أن يكون كل شيء من حولي منظمًا، لا أستطيع النوم بدون أمن وتنظيم، تكون تلك الروح نشطة للغاية عندما لا أتناول أدوية مضادة للذهان، ولكن أثناء تناول الدواء تقل شدتها.
في وقت سابق من حياتي، توقفت عن تناول جميع أدويتي النفسية، وكان الأمر صعبًا وقاسيًا للغاية. كنت مسكونًا تمامًا بروح شريرة. تركز الخوف في ساقيّ، ولم أستطع حتى المشي، شعرت وكأنني فوق الأرض، أصبح الخوف غير طبيعي وشديدًا، ظلت الصور والأفكار الوسواسية تراودني. لدرجة أنني بدأت أمارس حركات قهرية بوجهي. ظللت أعضّ وأفتح فمي، وظللت أسعل وأبصق. تحولت إلى مريض غريب من نوعي. شعرت وكأن روحي تريد الخروج من خلالي.
في لحظة ما، حاولت الانتحار دون أن أدرك تمامًا أنني أتسبب في موتي، فعندما أستقرت حالتي وتلقيت العلاج المناسب، شعرت بالندم وألم شديد لأنني كدت اتسبب بموتي.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا
لم أكن مريضًا إلى هذا الحد في طفولتي ومراهقتي، كنت طبيعيًا، ولم أفهم هذا المرض الذي دخل حياتي، لم أكن أعرفه وكنت جاهلًا به، لكنه زُرع في داخلي وظهر معي وبدأت رحلتي الطويلة في التعامل معه، ولفترات طويلة لم أكن بخير، ولم أتعامل جيدًا مع هذا المرض الغريب الذي دخل عقلي وجسدي وغير حياتي كلها، لا أعلم إن كان الفصام وحده هو السبب، ولكن ربما هناك أسباب أخرى، عقلي ملوث بمواد كيميائية خطيرة من نوعها، وهناك أيضًا أسباب روحية، هناك روح فريدة من نوعها في حد ذاتها تجسدت في جسدي وعقلي.
تسببت بالأذى والشر، وجرحت قلوب الآخرين دون أن أُدرك، أحدثتُ ضجة كبيرة، وتملكتني أرواح شريرة كثيرة. ربما كنت آثمًا ومذنبًا، لكنني لم أُدرك قط أنني آثم ومذنب. تصرفت بغير وعيٍ تام، دون أن أُدرك أو أشعر بما أفعل. كانت حياتي العائلية مع إخوتي مضطربةً للغاية، وكانت طفولتي قاسيةً أيضًا، في الشارع، وفي المدرسة، ومع الأطفال الآخرين، شعرت بثقل من المشاعر والعواطف السلبية، انكسر قلبي، كما كسرتُ قلوب الآخرين. هذا الشعور السيئ الذي أشعر به موجود في أعماق عقلي الباطن، لكنني نجوت منه بصور أخرى.
في الواقع، قد أبدو قويًا جدًا لمواجهة كل هذا، لكنني أصبحتُ شخصًا حساسًا وعاطفيًا للغاية، وقلبي رقيق. لم أعد أسبب المشاكل، ولا أستطيع العودة وإيذاء أي شخص آخر. لو حدث لي مكروه، أو شجار أو حادث، لما استطعت مواجهته، كنتُ أرتجف وأرتجف، وربما أبكي كطفل. أنا طفل، لكنني رجل ناضج، في الحقيقة، أنا في الثلاثينيات من عمري، ولدي أطفال وزوجة، لكنني أبدو كمراهق يتطلع إلى الحياة. لديّ طفل ومراهق صغير. أنا شبابي، وأعتقد أنني سأصبح رجلًا عجوزًا شابًا. لن أشيخ أبدًا.