×

الحرب التي لا تعنيني، وعواقبها التي تهمني

الحرب التي لا تعنيني، وعواقبها التي تهمني

لم أعد أهتم بنهاية هذه الحرب اللعينة، فهي في الأساس حربًا لا تعنيني، ولكن في ضوء عواقبها التي أثرت علي، أصبحت أهتم بها، فقد حرمت من حريتي، وقيدت حريتي في التنقل. لقد تمنيت مرات عديدة أن تنتهي هذه الحرب وأن تعود الأمور إلى طبيعتها في حياتي، ولكن مع مرور الوقت توقفت حقًا عن الاهتمام.

في الحقيقة، أنا ممتن على نعمة عدم ولادتي هناك في ذلك القطاع المظلم، لو وضعت نفسي بين هؤلاء المدنيين، وكان من الممكن أن يصيبني ما أصابهم، لما تمنيت أن أولد هناك، ولدت في الضفة الغربية، على بُعد خطوات قليلة من هذا القطاع الملعون، كنتُ على بُعد خطوات قليلة من أن أُوضع هناك، من الجيد أنني لم أعش في منطقة تشهد حربًا وحشيةً كهذه الحرب.

يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من خلال النقر هنا

أفتقد حريتي، أفتقد وطني، أفتقد أحبائي وأصدقائي هناك داخل الأراضي الإسرائيلية، أفتقد العودة إلى حياتي المعتادة، أفتقد أشياء كثيرة، وأهمها التجول سكراناً سعيدًا في أرض الحرية والحياة، هناك أرضي وحياتي التي سلبتها مني هذه الحرب اللعينة التي لا تعنيني. الحرب التي تعنيني ليست من بدأوها، الحرب التي تعنيني هي صرخة ضد كل ظالم وظلم، وأصحابها هم من يستحقونها، ويدركون ظروفها ومتغيراتها، وينشدون الحرية والسلام واستعادة الحقوق، ويغيرون واقع الأرض نحو الأفضل، ليس من يبدأونها لأجل أوهامهم الزائفة، ولا يكترثون لحال الإنسان مهما طال الظلم والأذى، من يبدأ الحرب هو من يستحقها، وهؤلاء الظلاميون ليسوا أهلها.

أعتقد أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، رحمةً بالإنسان، ومنعًا لسفك الدماء وإيذاء هذا الإنسان، لا مبادئ ولا شرف ولا حكمة تمنعنا من وقف هذه الحرب الشرسة الوحشية. على أية حال، أتمنى أن يكون كل شيء على ما يرام في الأيام القادمة، وأن تزول غيوم هذه الحرب عني وعن كل إنسان بريء، وأن تعود أيامي السعيدة، وأن أستعيد حريتي وحقوقي، وأن يكون كل شيء على ما يرام في النهاية.

Loading

إذا كنت تحب ما أكتبه وترغب في دعم عملي، فيمكنك المساهمة من خلال النقر هنا

إرسال التعليق