الشيطان وتجربتي الشخصية

قد يظن البعض أن الصراع بين النور والظلام مجرد أساطير من خيال البشر تعود إلى عصور طويلة من تطور هذا المفهوم، من أساطير كثيرة تبنتها اليهودية والمسيحية ثم الإسلام، وأنها ليست أكثر من أساطير لا أساس لها من الصحة.
أعمق فكرة صورتها لنا الأديان عن النور والظلام هي فكرة الزرادشتية، ثم تبع ذلك هذا المفهوم ليشكل صورة الشيطان والله في العديد من الأديان اللاحقة. وقد تكون شخصية الشيطان موضوع خيال لإقناع الناس بالأديان.
لعل شخصية الشيطان ليست مجرد نتاج فكر بشري محض خارج إطار التجربة الشخصية، وخارج إطار الحقيقة. مع ظهور تجربتي الشخصية العميقة مع العالم الروحي، أحسست بوجود مخلوقات خفية في وجودنا الحالي، كائنات ذات طبيعة قريبة من شخصية الشيطان.
يمكنك متابعة آخر كتاباتي على الفيسبوك من هنا
لعل تشكل مفهوم الشيطان يرجع إلى سوء فهم لبعض التجارب الشخصية، أو يرجع إلى طبيعة النفس البشرية التي تخلق أشياء غامضة من داخل التجربة الشخصية أو بعيدة عن حقيقة التجربة الشخصية.
في تجربتي الشخصية، لم أستطع أن أحدد ما إذا كانت هذه الصورة مبنية على الظلام أم النور فقط. لقد وجدت شخصية أو شخصيات بين مزيج من النور والظلام، ولا توجد ذات نور واحدة أو ذات ظلام واحدة في حد ذاتها.
في الواقع لا يوجد شيطان ظلام كامل في هذا العالم، ولا يوجد شيطان واحد في مملكة المخلوقات الخفية هذه.
اعتقدت لبضع لحظات خلال الوقت المبكر من تجربتي الشخصية أن هؤلاء المخلوقات الخفية الذين كنت أتعامل معهم قد يكونون كيانًا واحدًا مشابهًا لكيان الله في العالم، وأنه لا يوجد شيء مثل الشيطان والإله، بل كائن واحد فريد، وهو الشيطان والإله في نفس الوقت، وهو النور والظلام في نفس الوقت.
كان هذا مجرد تفسير بدائي في حالة غير واضحة داخل التجربة الروحية، ولكن مع تعمق توجهي الإلحادي، لم أعد مقتنعًا بأن تلك الكائنات داخل التجربة الروحية كانت الشيطان أو الله، بل اتجهت إلى اتجاه آخر.
مع ذلك، فإن طبيعة الكائنات الخفية التي يمكن تفسيرها على أنها شياطين أو كائنات سماوية مختلفة، تمتلك بعض السمات والخصائص المنسوبة إلى الشيطان في الأساطير والأديان، والكثير من محتوى سمات هذه الكائنات يشبه صورة الشيطان المألوفة.
إن هذه الطبيعة الواضحة لهم جعلت الإنسان يلجأ إلى هذا التفسير، حيث أن مضمون شخصية الشيطان المظلم يتشابه إلى حد كبير مع الأساطير البشرية عبر الزمن.
اليوم هناك تفسيرات عديدة لحقيقة وجود هذه المخلوقات، فلا نستطيع أن نسميها شيطاناً أو إلهاً أو ملاكا، ربما تكون مجرد كائنات في أبعاد أخرى موازية لعالمنا، ربما تكون مخلوقات فضائية من حضارات بعيدة ومتقدمة تمتلك تقنيات متقدمة للولوج إلى عالمنا والتواصل معنا.
من الغريب أن يقول بعض الناس أنهم سمعوا صوت الله، أو أنهم من خلال تجربة شخصية تأكدوا من وجود الله، وأنهم خاضوا صراعاً ملموساً خاصاً مع الشيطان ومع الله. كل هذا يعود إلى معتقدات هؤلاء الناس وحالتهم النفسية، لذلك يفكرون كما يفكرون. فلا تصدق أحداً يقول لك إنني أعلم أن الله حاضر في حياتي من خلال تجربتي الشخصية. جميعهم مرضى أوهام وكذبة!
في النهاية، لا وجود حقيقي للشيطان أو الإله أو الملاك وهناك تفسيرات كثيرة لطبيعة المخلوقات الخفية في الكون والكوكب، وقد تكون مجرد مخلوقات تشبهنا نحن البشر وجدت في ظروف أخرى وطبيعة غير طبيعتنا البشرية. لا نستطيع من خلال تجاربنا الشخصية واحتكاكنا بهذا العالم أن نجزم بأن هذه هي مملكة الله التي تحدثت عنها الأديان، ولا يوجد سبيل لتأكيد هذا الوجود كما هو شائع، وهناك طرق ووسائل كثيرة لتفسير طبيعة هذه المخلوقات التي تتواصل معنا وتوجد في الكون والكوكب. لا يوجد شيء مثل الشيطان والإله حقا، ولا يزال هناك الكثير من الأسرار في هذا العالم لم تتضح لنا بعد نحن البشر، ولكن المستقبل كفيل بمعرفة الكثير من هذه الأسرار، وأعتقد أنه مع مرور الوقت سيتغير مفهومنا ومنظورنا لهذا العالم وهذه الأسرار، وسنتعرف على الكثير من الإجابات والأسرار التي لا نعرفها هذه الأيام.